الامارات تحذر من الـ“طلاق” مع قطر في حال عدم تنفيذ قائمة المطالب الخليجية
يمنات
حذرت الامارات العربية المتحدة قطر من قطيعة نهائية معها في حال لم تأخذ بجدية مطالب دول الجوار، وبينها إغلاق قناة “الجزيرة”، في تصعيد جديد في الازمة الخليجية.
زأعلنت قطر “استلامها بتاريخ 22 حزيران/يونيو 2017 لورقة تتضمن طلبات من الدول المحاصرة ومصر”.
وأوضح بيان لوزارة الخارجية القطرية “أن دولة قطر تعكف الآن على بحث هذه الورقة والطلبات الواردة فيها والأسس التي استندت إليها، لغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه لدولة الكويت”.
وأجرى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اتصالات هاتفية مساء الجمعة، بأمير قطر وولي عهد أبوظبي وولي العهد السعودي، معرباً عن تطلّعه “إلى تحقيق رأب الصدع في البيت الخليجي”، وفق ما أفادت وكالة الانباء الكويتية الرسمية.
وجاء التحذير الاماراتي لقطر على لسان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، بعد أكثر من اسبوعين من اسوأ أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج منذ سنوات.
واتهم قرقاش قطر بتسريب وثيقة ضمت مطالب أعدّتها السعودية والامارات والبحرين ومصر التي قطعت علاقاتها مع قطر في 5 حزيران/يونيو بعد اتهامها بدعم الارهاب.
وذكرت قناة “الجزيرة” القطرية أن الكويت التي تتوسط في الازمة، سلّمت قطر الوثيقة التي لم يُكشف مضمونها رسمياً.
وبحسب الوثيقة التي نشرها مدير قناة الجزيرة ياسر ابو هلالة على حسابه على موقع “تويتر”، كما تم تداولها على حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب الدول الاربع دولة قطر باغلاق قناة الجزيرة، وخفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية، وقطع العلاقات مع جماعة الاخوان المسلمين وحزب الله وتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية.
وكتب قرقاش في تغريدات على تويتر “التسريب يسعى إلى إفشال الوساطة في مراهقة تعودناها من الشقيق.
كان من الأعقل أن يتعامل مع مطالب ومشاغل جيرانه بجدية، دون ذلك فالطلاق واقع″.
وأكد أن “الأزمة حقيقية وتصرفات الشقيق وإدارته المرتبكة يمدها سجل من تقويض أمن المنطقة على المحك، ويبقى أن الوضوح أفضل لنا جميعا والطلاق أحيانا أخير”.
وأضاف “الخيارات أمام الشقيق واضحة: هل يختار محيطه واستقراره وازدهاره؟ أم يختار السراب والازدواجية وعزلته عن محيطه؟ لعل الحل في افتراق الدروب؟”.
وردّت شبكة الجزيرة الإعلامية بعنف على مطلب إغلاقها، وقالت في بيان الجمعة إنها “على يقين بأن هذا الطلب الجديد ليس إلا محاولة يائسة لإسكات الإعلام الحر والموضوعي في المنطقة”.
واضافت “نحن في شبكة الجزيرة نؤكّد حقّنا في ممارسة عملنا المهني بحرّية واحترافية تامة بدون أي قيود من حكومات أو جهات”.
وشبّهَ مدير خدمة الشبكة الانكليزية جيل تريندل في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي هذا المطلب “بمطالبة ألمانيا لبريطانيا بإغلاق بي بي سي”.
وقطر عضو في مجلس التعاون الخليجي إلى جانب البحرين والكويت وعُمان والسعودية والإمارات. ودخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة.
ودعا وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى الوحدة بين دول الخليج. وتعتبر قطر أكبر دولة مصدّرة للغاز الطبيعي في العالم وتستضيف أكبر قاعدة جوية اميركية في الشرق الاوسط.
– الولايات المتحدة “مندهشة”- وإضافة الى قطع العلاقات الدبلوماسية، أغلقت الدول المجاورة لقطر مجالها الجوّي أمام شركات الطيران القطرية، وأغلقت الحدود البرّية الوحيدة للدولة الغنية بالغاز والتي تربطها بالسعودية.
وتتضمن اللائحة التي تشمل 13 مطلباً وتم تسليمها الى قطر، أن تُسلّم الدوحة شخصيات معارضة مطلوبة في الدول الجارة الثلاث وفي مصر.
وقال قرقاش في تغريدة أخرى “على الشقيق (قطر) أن يدرك أن الحل لأزمته ليس في طهران أو بيروت أو أنقرة أو عواصم الغرب ووسائل الإعلام، بل عبر عودة الثقة فيه من قبل محيطه وجيرانه”.
وأضاف “لا يمكن القبول باستمرار دور الشقيق كحصان طروادة في محيطه الخليجي ومصدر التمويل والمنصة الإعلامية والسياسية لأجندة التطرف، وعودته مشروطة”.
وكان دبلوماسي أجنبي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق هذا الاسبوع إنّ الأزمة “بلغت طريقاً مسدوداً” و”لن تنتهي قريبا”.
وصرح تيلرسون الاربعاء أنّ واشنطن تدفع في اتجاه الحصول على لائحة مطالب واضحة و”منطقية وقابلة للتطبيق”.
وقال “دورنا تلخّص في تشجيع الاطراف على طرح مطالبهم على الطاولة بوضوح لكي تُتاح معالجة هذه القضايا والبدء في عملية حل، توصّلاً الى نتيجة”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر ناورت لصحافيين إنّ واشنطن “مندهشة” حيال عدم تقديم السعودية والدول المتحالفة معها تفاصيل بشأن اتهاماتها لقطر.
وأضافت “كلما مر الوقت، ازدادت الشكوك بخصوص الاجراءات التي اتخذتها السعودية والامارات”.
واعتبر البيت الابيض الجمعة انّ ازمة الخليج هي قبل كل شيء “مسألة عائلية”، معرباً عن استعداده لتسهيل المحادثات، لكنّه دعا بلدان المنطقة الى أن تجد بنفسها مخرجاً من الازمة.
وعرضت الأمم المتحدة الجمعة مساعداتها لمحاولة حل الأزمة، معبّرةً عن الأمل في أن تقوم البلدان المعنيّة بتسوية الوضع “من خلال الحوار”، بحسب ما قال متحدث باسمها.
المصدر: رأي اليوم